تحالف متحدون: جبهة إسناد في دولة فاسدة هي جبهة خراب!
أصبح من الواضح أن لبنان اليوم يتجه نحو المجهول، فها هو يخوض حرباً ويخسر أرواحاً بريئة من أطفال ونساء ومدنيين، فيما بيننا وبين العدو اليوم سنين من الصراعات والشهداء والنزالات والحروب. وكما هو الحال في كل أزمة يمر بها لبنان، ينقسم اللبنانيون بين من يفدي قائده بأملاكه وأولاده وعيونه وأرواحه، وبين من يرفض أن يضحي بأطفالٍ بريئةٍ وأرواحٍ فتيةٍ كدروع بشرية في حربٍ يعتبرونها “ليست حربهم”. وفق عقلية لبنانية، تعدّ نفسها منفتحة دائماً على الرأي الآخر، أصبح الفدائي أحمقاً وكاره الحرب والقتل عميلاً. وبالرغم من الحالة الإنسانية الجميلة التي رأيناها بين اللبنانيين بعد التفجيرات الأخيرة، إلا أن لغة التخوين لا زالت تسيطر على الصورة العامة. يبقى السؤال هنا: هل يمكن لدولة التهمها الفساد حتى هلكت أن تتبنى حرباً ضد عدو كإسرائيل؟! عندما تقوم الدولة بمشاركة أحزابها بإفقار الناس وحرمانهم من ودائعهم، فقد أعطت عدوّها الفرصة أن يشتري ضمائر الغاضبين من ضعاف النفوس. عندما لا تضبط الاستيراد والتصدير وتضعف الدولة، فقد سمحتَ لعدوّك أن يصدّر لك ما يريد من المتفجرات والآلات المفخخة. عندما تختار مسؤولين “غير مسؤولين” وفاسدين سمحوا ببيع الداتا وكامل المعلومات عن اللبنانيين، هنا تكون قد ساهمت في اختراق الدولة وشبكة الأمان للمواطنين. عندما لا تضبط حدودك مع الدول المجاورة وتطلق العنان للمهرّبين، تكون قد أعطيت لعدوك فرصة أن يستفيد من الانفلات الأمني. عندما تنهب خزينة حكومتك وتترك جيشك الوطني ليعيش على مساعدات عينية ونقدية، فقد أعطيت قراره للدول التي تساعده. فأين هي الدولة التي تعيش حرباً نتيجتها استنزاف ما تبقى من أركانها، إذا اعتبرنا أن هناك أركاناً ما زالت موجودة، وهل ستضحي بمواطنيها أيضاً كما ضحّت بودائعهم وحقوقهم ومؤسساتها وقضائها؟ لك الله يا لبنان. —آمال جمّول، تحالف متحدون