حاصباني: الأشرفية ليست ملاذاً آمناً للمخلّين بالأمن والعابثين بالاستقرار
رأى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن “هناك الكثير من الكلام الذي أُثير عن ارتفاع الطلب على الشقق المعروضة للإيجار في عدد من المناطق اللبنانية بعد إستهداف الضاحية وتحديداً في الأشرفية من قبل بعض الخائفين، ولكن علينا التدقيق ببعض الوقائع العملية على الأرض وذلك لعدم خلق أي صورة مثيرة للريبة عند أهل المنطقة وتفريغها من سكانها”.
حاصباني لفت في حديث لموقع “LebTalks”، الى أنه “ومن الطبيعي أن يلجأ الخائفون على سلامتهم من المدنيين إلى مناطق آمنة موقتاً، لكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن بعض المناطق مثل الأشرفية، ستكون وجهة دائمة أو حتى موقتة لأشخاص قد يستغلونها للقيام بأعمال مشبوهة أو أمنية”.
ومن هذا المنطلق، يشير حاصباني الى ضرورة التدقيق بخصائص الأشرفية لمعرفة أهمية الوعي لدى أهل المنطقة وسبب طابعها الخاص، ويتابع: “يقصد بالأشرفية عادة، الأشرفية والرميل والصيفي والمدور التي تشكّل الدائرة الأولى الانتخابية لبيروت وهي جزء أساسي من العاصمة، وبالتالي يقطنها لبنانيون من كافة المناطق اللبنانية كما عدد كبير من الأجانب العاملين في لبنان مع مؤسسات دولية ومنظمات الأمم المتحدة وجمعيات وغيرها”.
أضاف: “المنطقة نسبياً آمنة وهادئة بالرغم من بعض التجاوزات التي تتم معالجتها من وقت لآخر خصوصاً في المناطق السياحية وبعض أحياء الأطراف، كما أن الأجهزة الأمنية تضبط مداخل المنطقة بشكل دوري.
هناك وعي أمني لدى المواطنين والأحزاب والجمعيات والمسؤولين في المنطقة يحول دون حصول تجمعات أو اجتماعات مشبوهة”.
اردف حاصباني: “لذلك، الأشرفية منطقة آمنة للذين يلتزمون بالقانون ولا يقومون بأعمال مشبوهة لأن رصدهم سيكون سهلاً من قبل الأجهزة الأمنية والأهالي والقوى الفاعلة على الأرض، حتى قبل ان يتم رصدهم من أي جهات أخرى، وهناك آليات متعددة لذلك منها تطبيقات إلكترونية أطلقناها مؤخراً تسمح لكل مواطن أن يكون خفيراً ويبلغ عن الأعمال المشبوهة، فبيئة الأشرفية ليست حاضنة للمخلين بأمن وسيادة لبنان، بالرغم من أنها مرحِّبة بكل المواطنين الملتزمين بالقانون بغض النظر عن معتقداتهم، وخاصة الذين يتقبلون نمط الحياة الطاغي على ثقافة وهوية المنطقة كجزء من عاصمة كل لبنان، وهناك تعاون بين أهلها ومسؤوليها لمنع التحركات المشبوهة فيها أو تعرض أهلها للمخاطر”.
ختم حاصباني: “فمن جامع بيضون مروراً بكاتدرائية سيدة البشارة ومار مارون ومار نقولا ودير سيدة الدخول واللعازرية وكنائس مار متر ومار جرجس ومار مخايل وصولاً إلى جامع الخضر، نرى تعددية الأشرفية وثقافتها ووعي أهلها، والتي تشكل الحاجز الأكبر لعدم سلب هويتها أو أن تصبح ملاذاً أمناً لمن يتخطون السيادة الوطنية أو يعملون عكس قناعات أهلها المترسخة بمبادئ السيادة، والحرية والأمن المجتمعي”.