كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) . من القدس نبعث برسالة الوفاء والتقدير إلى كل من يقول الحق
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) .
من القدس نبعث برسالة الوفاء والتقدير إلى كل من يقول الحق
إعداد: ربا شاهين
فلنرفع صوتنا عالياً قائلين معاً و سوياً :
اوقفوا الحرب اوقفوا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا في الأحد الأخير من عام 2023:
أبها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
أخاطبكم مجدداً في صبيحة هذا اليوم الأحد من رحاب كنيسة القيامة وفي اليوم الأخير من العام المدني 2023 وبعد ساعات سوف نستقبل عاماً مدنياً جديداً وفي هذا المكان المقدس في كنيسة القيامة في القدس القديمة نرفع صلاتنا و دعاءنا من أجل أن يكون العام الجديد حاملاً لبوادر الخير .
الخير الذي نريده لشعبنا الفلسطيني و لأمتنا العربية و للإنسانية كلها الخير الذي نريده لأهلنا في غزة وهو أن تتوقف هذه الحرب العدوانية وهذا العدوان الذي يرقى إلى درجة الإبادة الجماعية والتهجير الجماعي والتطهير العرقي والجرائم المروعة بحق الإنسانية .
وتابع سيادة المطران عطاالله حنا ما يجري في غزة :
غزة تباد غزة تدمر غزة ترتكب فيها الجرائم المروعة غزة يعاني أهلها وأبناؤها من الجوع مليون ونصف المليون من أبناء غزة ولربما أكثر من ذلك أصبحوا لاجئين و نازحين في بلدهم وهم أصلاً كانوا لاجئين منذ عام 48 نكبوا و شردوا من مدنهم وقراهم عام 48 و ها هم اليوم يتعرضون لنكبة جديدة وتهجير جديد في غزة الأبية.
لا يمكننا أن نجد الكلمات اللائقة لكي نصف ما يحدث حالياً في غزة من جرائم مروعة وكأن غزة أضحت مكاناً وحقل تجارب لكل الأسلحة لكل القذائف لكل الصواريخ بدون اخذ بعين الاعتبار أن هنالك مدنيين أن هنالك اطفال أن هنالك أناس أبرياء يدفعون فاتورة هذه الحرب والكثيرون منهم أصبحوا شهداء وبعضهم أصبح جريحاً او يتيماً المآسي الإنسانية في غزة أيها الأحباء لا يمكن وصفها بالكلمات .
وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
وما نعرفه حقيقة عن هذه المآسي اليوم هو الشيء البسيط بعد أن تنتهي الحرب وأتمنى أن يكون هذا قريباً و سريعاً سوف تتكشف الكثير من الحقائق المرعبة والمؤلمة و المحزنة والمروعة التي تعرض لها أهلنا في غزة
مطلبنا الوحيد أيها الأحباء ونحن نستقبل عاماً مدنياً جديداً بأن يتوقف هذا العدوان هذا هو مطلبنا الأول والأخير والأساسي في هذه الأوقات العصبية التي نمر بها كفلسطينيين ويمر بها معنا الأحرار من أبناء أمتنا العربية وكذلك الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها الذين يخرجون في باحاتهم و ساحاتهم مطالبين بان تتوقف هذه الحرب .
من القدس نبعث برسالة الوفاء والتقدير إلى كل من يقول الحق في هذا الزمن العصيب للأسف الشديد أكثر من 85 يوم على العدوان ولم يتمكن القادة العرب من وقفه ولم تتمكن أي جهة أممية من وقف هذا العدوان باستثناء بعض الخطابات والبيانات والتي لا نقلل من أهميتها ولكن ما فائدتها إذا لم تكن مقرونة بالفعل
العرب لو توحدوا ولو تعاونوا لكانوا قادرين أن يوقفوا هذه الحرب
وكذلك الأحرار في هذا العالم يسعون لكي يصل صوتهم إلى حكام الغرب الظالمين المؤازرين لهذه الحرب الداعمين لهذه الحرب .
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
ونتمنى ان يصل صوتهم إلى كل مكان لعل هذا الصوت يغير هذه المعادلة صوت الأحرار في عالمنا وهم من كل الأديان والأعراق يدق ابواب الحكام في الغرب مذكرين إياهم بمسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه هذا الشعب المنكوب.
أيها الأحباء قلوبنا يعتصرها الألم و الحزن على شهداء ارتقوا على أحباءٍ أصيبوا على عائلات نكبت عن بكرة أبيها
نحن حزانا متألمين ولكننا في نفس الوقت لن نفقد الأمل والرجاء
حزننا و ألمنا ليس حزن البائسين والبائسين لكن حزن اولئك الذين يعيشون ألام ومعاناة هذا الشعب ولكن في نفس الوقت نعيش طموحات وتطلعات هذا الشعب .
نحن نتألم لأننا بشر نحن لسنا صخر أو حجر نحن بشر عندنا أحاسيس نتألم عندما نرى إخوة لنا يتألمون و يبكون و يتضورون جوعاً
وكما يقول الكتاب المقدس :
)نعيش الألم مع المتألمين ونعيش الفرح مع الفرحين)
نحن نتألم عندما نشاهد ونعيش كل هذه الألام والأحزان التي يمر بها أهلنا في غزة ولكننا أصحاب أمل وأصحاب رجاء وأصحاب قضية عادلة وسنبقى متمسكين بالحق بحق شعبنا هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم بتحرير الأرض والإنسان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
أحبائي في هذا اليوم الأخير من عام 2023 نسال الله مجدداً بأن ينعم على شعبنا الفلسطيني كله بالثبات والصمود في غزة في الضفة في القدس في كل فلسطين كل فلسطين مستهدفة ونتمنى أن يحمل العام الجديد بوادر انتهاء هذه الحرب وهذا العدوان الذي حصد أرواح الأبرياء ودمر وخرب وترك الكثير من المآسي الإنسانية طموحات واحلام كثيرة طمرت تحت الركام .
شكراً جزيلاً لكم أيها الأحباء لكم مني كل المحبة والتقدير على عطائكم على مواقفكم على حضوركم على صوتكم الذي نتمنى أن يصل إلى كل مكان .
فلنرفع صوتنا عالياً قائلين معاً و سوياً :
اوقفوا الحرب اوقفوا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .