كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)
وأمام هذا العدوان المستمر والمتواصل نتساءل اين هم الحكام العرب ؟
إعداد: ربا يوسف شاهين
أشبعونا خطابات عن السلام ، أشبعونا عن دولتان لشعبان
◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
لم يتوقف القصف على غزة طول الليل ، وهو مستمرٌ و متواصلٌ ، في مشهد إن دل على شيء يدل على همجية و عدوانية هذا المحتل الغاشم
ويدل على أن ما يحدث حالياً في غزة ، ليس حرباً اعتيادية وليس عدواناً عادياً ، بل إنما هو مخطط تهجيرٍ وإحداث نكبة جديدة وتصفية عرقية وتطهير عرقي .
وأمام هذا العدوان المستمر والمتواصل نتساءل اين هم الحكام العرب ؟
وكما نقول بلغتنا العامية “العتب على قدر المحبة”
يحق لنا أن نعاتبكم وأن نسألكم أين هو دوركم وما تقومون به من أجل أن يتوقف هذا العدوان؟
نحن أمام مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وأنتم تشاهدون و تتابعون هذا الكم الهائل من الدمار هذه الدماء الشهداء الأطفال
ألم يصلكم نحيب الأطفال وبكاؤهم ؟
ألم يصلكم نحيب الامهات وبكاؤهم ؟
ألم تصلكم حقيقة ما يحدث حالياً في غزة من مجازر مروعة ؟
وقد أضحت غزة عن بكرة أبيها حقل تجارب لكل الصواريخ ولكل القذائف التي اوتي بها من هنا أو من هناك .
أين أنتم يا أيها الحكام العرب ، نحن هنا لا نريد أن نخون أحد ، ولا نريد أن نسيء لأحد ، فليس هذا دورنا ، نحن لا نخون ولا نسيء ولا نشهر بأحد ، ولكن نرى لزاماً علينا ، أمام هذا التطهير العرقي ، وأمام هذه النكبة الجديدة والمتجددة أن نذكر الحكام العرب بواجباتهم تجاه الشعب الفلسطيني هنالك واجبات وطنية واجبات إنسانية واجبات أخلاقية لا يجوز فقط الاكتفاء ببيانات الشجب الاستنكار الخجولة التي نسمعها في بعض الأحيان ، لا يجوز الاكتفاء بمطالبة من يجب أن تتم مطالبتهم بدخول المواد الإغاثية والمساعدة “طبعاً هذا كله مهم لا نقلل من أهمية وصول المواد الإغاثية والطبية المطلوبة .
◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
ولكن الأهم من هذا وذاك هو العمل على وقف هذا العدوان .
هذا العدوان دمر نصف غزة ، وهنالك أعدادٌ كبيرة من الشهداء ، ما ينشر في وسائل الإعلام عن أرقام الشهداء ، أعتقد انه ليس رقم دقيق هنالك أرقام أكثر من ذلك ، هنالك شهداء تحت الركام ، هنالك شهداء لا يعرف عنهم أحد أين هم ، أين تم استشهادهم و ما إلى ذلك
وبالتالي :
نحن نعتقد بأن الحكام العرب كلهم ، ولا أستثني أحد على الإطلاق ، يجب أن يقوموا بدور فاعلٍ وأقوى خلال الساعات القادمة وليس الأيام الساعات القادمة من أجل وقف هذا العدوان بشكل كلي ، نحن لا نتحدث عن هدنة لعدة ساعات أو لعدة أيام ، نحن نتحدث عن وقفٍ شاملٍ لهذا العدوان لأن أهلنا في غزة يمرون بكارثةٍ و بأوضاعٍ مأساوية وإذا لم يلتفت إليهم العرب في هذه المهنة فمتى سيحدث هذا ؟
أيها الأحباء الشعوب العربية نحييها والأحرار من أبناء امتنا العربية نحييهم ونقول لهم وأكيد هم يعرفون بأن ما يحدث حالياً في غزة إنما هي محاولةٌ هادفةٌ لتصفية القضية الفلسطينية من خلال النيل من عزيمة الفلسطينيين و إرادتهم .
◾ وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
المخطط الاحتلالي الصهيوني المدعوم غربياً هدفه تصفية القضية وإنهاء أية إمكانية تؤدي إلى تحقيق أمنيات شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ولذلك فإن العرب جميعاً حكاماً و شعوباً من المحيط إلى الخليج يجب أن يقوموا بدورهم المأمول أولاً وقبل كل شيء في وقف هذا العدوان بشكل كلي وبشكل شامل وثانياً من أجل مؤازرة أهلنا في غزة ، الذين يعيشون أوضاعاً كارثية مأساوية .
نتمنى أن يصل أنين أطفالنا الجرحى وأنين الأمهات والأباء الذين يفقدون منازلهم و أبناؤهم اتمنى أن يصل إلى كل مكان في هذا العالم .
صحيح أن هنالك شرائح كبيرة في هذا العالم تحركت انتفضت و تحركت نصرة لشعبنا ولكن يجب أن تتوسع رقعة الوعي والإدراك والتضامن ومعرفة حقيقة هذا الإجرام وهذا العدوان ، ما يحدث حالياً في غزة لا يمكن أن يستوعبه عقل البشري .
نحن نحيي كل الأحرار في العالم ، وهم من كل الأديان و من كل القوميات ، نحييهم على دورهم البطولي في تحدي حكوماتهم الغربية المتآمرة وخروجهم في الساحات والباحات لكي يطالبوا بوقف العدوان وإنهاء هذا الاحتلال .
أيها الأحباء تعجز الكلمات عن وصف ما يحدث حالياً في غزة ، عن وصف هذه الجرائم التي ترتكب على مرأى ومسمع العالم شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، وهذه المشاهد المروعة في غزة ، ليست مشاهد اعتيادية ، البعض باتوا يشاهدون الشهداء و الأشلاء والأطفال والدمار والخراب والقصف ، والأحياء التي تدمر عن بكرة أبيها وكأنها مشهدٌ اعتيادي لا هذا ليس مشهداً اعتيادياً هذا الدمار ليس مشهداً اعتيادياً الشهداء الذين يرتقون ليسوا مشهداً اعتيادياً .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
هذه مأساة يتحمل مسؤوليتها ليس فقط الاحتلال ومن يدعمون الاحتلال في الغرب بل كل المتواطئين و الصامتين والذين لا يحركون ساكناً ، باستثناء بعض البيانات الخجولة الدبلوماسية التي نسمعها هنا وهناك .
أشبعونا خطابات عن السلام ، أشبعونا عن دولتان لشعبان ، لم يبقى للفلسطينيين ربع دولة على الأرض ، المؤامرة على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي القدس ، وفي كل فلسطين لا يمكن أن يستوعبها عقل البشري ، وما زال البعض يحدثوننا عن هذه الأكذوبة الكبرى ، وهي سلامهم المزعوم و دولتان ، لشعبان ، اكذوبة كبرى ، يضحكون علينا بشعاراتٍ هدفها هو الاستسلام ، هدفها إضعاف الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية .
◾وشدد سيادة المطران عطاالله حنا:
منذ اكثر من 30 عاماً منذ اتفاقيات “أوسلو” وغيرها أيضاً ، ونحن نسمع عن السلام ، وعن دولتان لشعبان ، انظروا على الأرض ماذا حدث
ماذا يحدث في الأرض سرقوا لنا القدس بنوا مستوطنات سرقوا أراضي اغتالوا قتلوا أسروا إلى أخره ، انظروا ما يحدث اليوم في غزة ، عن اي سلام يتحدثون عن أي معاهدات تتحدثون لم يبقى شيئاً من كل هذا ، وقد رمى الفلسطينيون كل هذه المعاهدات إلى مزبلة التاريخ ، لأنهم ما يرونه على الأرض ، ليس سلام بل محاولة لجعلهم يستسلمون ، لكي تتمكن إسرائيل من تمرير مشاريعها و أجندتها وسياساتها بحق شعبنا الفلسطيني .
كان الله في عون شعبنا الفلسطيني في غزة الذي لا يعاني فقط من هذا العدوان ، بل يعاني أيضاً من تخاذل بعض العرب وصمتهم وأنا هنا لا أعمم ، لا أريد التعميم هنالك بعضاً من العرب ليسوا مقصرين و يبذلون كل ما بإمكانهم من أجل إيقاف هذا العدوان ومؤازرة شعبنا.
كان الله في عون شعبنا في غزة الذي يتعرض لألة الموت الهمجية المدعومة غربياً من بعض الحكام في الغرب الذين يتغنون بحقوق الإنسان ولكن يبدو أن حياة الإنسان الفلسطيني لا قيمة لها عندهم ويا للأسف .
هذه الحرب إنما عرّت الغرب والحكام في الغرب عرتهم أظهرتهم على حقيقتهم أنهم مجرمو حرب وشركاء في الجريمة وكل هذه الشعارات التي يرفعونها حقوق إنسان وحريات و ديمقراطيات وإلى اخره ، كلها كلام لا قيمة له لأنهم لم يتحركوا من أجل غزة ومن أجل أهلها ومن أجل وقف هذه الإبادة الجماعية ، التي ما زالت مستمرةً حتى هذه الساعة “إبادة جماعية” هذا هو توصيف ما يحدث حالياً في غزة .
أيها الأحباء لن نيأس ولن نستسلم ولن نغرق في الإحباط الذي يريدنا الاحتلال أن نكون غارقين فيه وسنبقى نطالب ونناشد حتى يصل نداؤنا إلى كل مكان. .
أوقفوا هذا العدوان أوقفوا هذه الحرب أوقفوا سياسية التطهير العرقي اوقفوا هذه المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزة .
غزة المنكوبة غزة الجريحة غزة المتألمة تستحق التفاتة من كل العرب ومن كل الأحرار في هذا العالم بضرورة العمل
(اليوم اليوم وليس غداً ) ، من أجل وقف هذا العدوان الهمجي الدموي ، الذي إن دل على شيء ، فهو يدل على هذه الثقافة العنصرية المقيتة لدى الاحتلال ، الذي يسعى للانتقام ويسعى من خلال أبشع الجرائم ، إلى تحقيق ما يتطلع إليه من تآمر ، وتصفية للقضية التي لن تموت .
القضية الفلسطينية لن تموت ، ولن يتمكن الاحتلال ، ولا أولئك الذين هم مع الاحتلال ، من تصفية هذه القضية لأنها قضية شعب حي يعشق الحياة والحرية والكرامة
أوقفوا العدوان أوقفوا الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار .