المرتضى في افتتاح جناح في المكتبة الوطنية: على اللبنانيين الفرح ببعضهم البعض وأن يحفظ كل منهم أخاه في وجوده ودمه ودينه ومقدساته مع اليقظة الدائمة لخطر العدوان الإسرائيلي
افتتح وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الجناح الخاص في المكتبة الوطنية-الصنائع باسم الكاتبة والاديبة سهام قليلات شقير في حضورها والسيدة منى الهراوي ، الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة الوزيرين السابقين محمد شقير ومحمد رحال ،رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد ،رئيس اتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية -الخليجية المهندس سمير الخطيب،رئيس اتحاد المستثمرين اللبنانيين جاك صراف، رئيس تحرير جريدة “اللواء” الأستاذ صلاح سلام وحشد من الفاعليات والشخصيات الثقافية والأدبية والاجتماعية وعائلة السيدة شقير .
القى الوزير المرتضى كلمة بالمناسبة اشار فيها الى “مناقب السيدة شقير وتميزها بشخصية تمثل وجه لبنان البهي وايمان ابنائه وتوقهم الدائم الى مستقبل افضل وشموخ جباله وعزم مقاوميه”.
وقال :”هذا الجناح ، سوف يحمل وبكل فخر ، اسم الأديبة الفاضلة السيدة سهام قليلات شقير، وأعترف أمامكم أن قراري في استحداث هذا الجناح لم يكن موضوعيا اذ، على قصر معرفتي، بهذه السيدة الفاضلة، فإنها قد استوطنت قلبي ،نعم، استوطنته لا لشيء الا لأنها تشبه في وجهها لبناننا الجميل النقيّ البهي،وفي سريرتها طيبتَهُ ونضارتَهُ وإيمانَ أبنائه وتوقهم الدائم الى مستقبلٍ افضل.”
أضاف:”في نتاجها الأدبي والأخلاقي، غمار الخير من ارضه، وفي رزانتها ورصانتها، إباء موجه وزهو أرزه واعتزاز سهله وشموخ جباله وعزم مقاوميه،وفي أناقتها وبساطتها، تشبه ربيعه المبشر على الدوام بأن حياتنا في هذا البلد على الرغم من كل المرارات هي نعمة من النعم وتبقى الأجمل والأحلى من أي حياة أخرى في أي بلد آخر على وجه هذه الأرض”.
تابع :”أما محبتها التي تشي بها بسمتها فإنها تشبه انفتاحه على الدنيا كل الدنيا الا أعداء الانسانية .والسيدة سهام، من خلال هذا الجناح، تضع في يد رواد هذه المكتبة، الآلاف من الإصدارات الحديثة، في مواضيع غالبها علمي سوف تغني مخزون هذه المكتبة، ولا سيما أن منها عدد لا يستهان به باللغتين الإنكليزية والفرنسية.”
ولفت الى ان “لهذا الجناح أهمية رمزية ناطقة بأن في هذا البلد من مواطن القوى ما يجعله حيا مستعصيا على السقوط مستمسكا بالصبر والصمود ومستزيداً من الثقافة والوعي حتى في أحلك الظروف، وناطقةٌ أيضاً بأن على اللبنانيين الفرح ببعضهم البعض وأن يحفظ كل منهم أخاه اللبناني في وجوده ودمه ودينه ومقدساته وبذلك وحده مع اليقظة الدائمة لخطر العدوان الإسرائيلي يصونون هذا البلد في ثقافته وتنوعه ويبقونه آمنا منيعا رسالة الى الإنسانية جمعاء مناقضة لمنطق الشر ومرتع الشيطانية ومنبع العنصرية عنيت به الكيان الغاصب الذي تم زرعه في ارضنا المقدسة وقد قربت ساعة اجتثاثه بإذن الله”.
مشيرا إلى الحديث الشريف: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطعَ عملُه إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له .”
وختم المرتضى :”السيدة سهام، أطال الله في عمرها، تعلمنا اليوم أنّه ولكي نكون فعلاً على قيد الحياة، لكي نحيا حياةً انسانيةً كما يليق بالإنسان، فعلينا أن نصنع كما صنعت الثلاثةَ معاً: أدب نافع للناس، وأولاد بهم يعتز لبنان يدعون لها بطول العمر، وهذا الجناح الذي تحوَّلَ صدقةً جارية لكلِّ طلاّب العلم، أدامك الله يا ايتها السيدة الفاضلة ،عاشت الثقافة،عشتم وعاش لبنان”.
شقير
بدورها، اعربت الاديبة والكاتبة السيدة شقير عن شكرها لمن شاركها في هذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلبها “والتي تعبر بصدق عن خلاصة محبتي للقراءة والكتابة منذ ريعان الصبا. كما اوضحت في مستهل كلمتها التي تطرقت فيها الى مسيرتها ”بعد مشوار طويل على درب الكتابة، كانت صدفة جميلة جمعتني مع السيد صلاح سلام صاحب جريدة اللواء خلال حفل تكريم زوجي العزيز نزار ورئيس دار الأيتام الإسلامية السيد محمد بركات، وكان لا بد أن أكرّم زوجي بكلمة القيتها بالمناسبة، و نالت إعجاب السيد صلاح سلام الذي طلب مني أن أكتب بجريدته مقدماً لي عامودا خاصا.”
واردفت :”هكذا كانت البداية. شكرا للسيد صلاح سلام، لقد بدأت الكتابة في جريدة اللواء سنة 2005 وحتى اليوم تمّ إنجاز سبع كتب وإن شاء الله الثامن قريباً وإهداؤه سيكون لإنسان صاحب حس ثقافي ووطني مميز ويعود له الفضل بهذا اللقاء الجامع للأصحاب والأحباب، وهو معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى ،وتوجهت اليه بالقول:” معالي الوزير،أشكرك من صميم قلبي لأنك صاحب هذه الفكرة الرائدة والرائعة التي نحن بصدد تدشينها اليوم”.
أضافت: “حقيقة، لا يمكنني وصف شعوري وفرحتي، بإنشاء جناح خاص بإسمي في المكتبة الوطنية في الصنائع، والذي سأتمكن من خلاله المساهمة في توفير ولو لجزء مما يحتاجه أبناء وطني من مواد ثقافية تغني عقولهم بالعلم والثقافة والمعرفة.”
وتطرقت الى مواضيع الإصدارات في الجناح الذي يحمل اسمها، وقالت: “يحتوي على أعداد كبيرة من الكتب التي تشمل الأدب والفكر والفلسفة والسياسة والإقتصاد والتكنولوجيا والفن وغير ذلك، وباللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.”
وجددت الشكر للوزير المرتضى قائلة :”لا يفوتني أن أشكر إبني محمد الذي أكمل كل إحتياجات المكتبة .”
وختمت السيدة شقير :”أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم في بناء المكتبة الوطنية في الصنائع، هذا الصرح الثقافي المميز الذي يجب علينا جميعاً تدعيمه وتطويره، وأدعو كل لبناني وخصوصاً أبناء العاصمة بيروت والمناطق المحيطة بها لزيارته والإستفادة منه.”
وكانت مناسبة منح خلالها الوزير المرتضى الاديبة سهام قليلات شقير شهادة ودرعا عربون تقدير لإنجازاتها ، ثم جال الحضور في ارجاء الجناح الذي خصص باسم السيدة شقير والذي يحتوي مجموعة قيمة من الاصدارات لمواضيع متنوعة تفيد الزوار والباحثين”.