عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد يفتتح منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024 الأمن الغذائي أولوية وطنية… وخفض صادرات الأطعمة 50% بحلول 2050
افتتح معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، اليوم (الأربعاء 2 أكتوبر 2024) فعاليات منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024، مؤكداً على أهمية منصة الإمارات للأغذية ودورها في تحقيق أهداف الأمن الغذائي والاستدامة عبر تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويعقد المنتدى، الذي تنظمه مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات برعاية وزارة الاقتصاد، تحت شعار “مستهلك المستقبل، وحكومة المستقبل، وغذاء المستقبل”، وبشراكة إستراتيجية مع غرفة دبي ووادي تكنولوجيا الغذاء، ودعم مركز أبوظبي للأغذية وموانئ دبي العالمية. ويمثل منصة لتطوير السياسات وتعزيز دور قطاع الأغذية والمشروبات في اقتصاد الإمارات من خلال تعزيز الابتكار والاستدامة وتوظيف التقنيات الناشئة.
وفي كلمته الافتتاحية بالمنتدى، أكد معالي عبد الله بن طوق المري على أهمية استراتيجية منصة الإمارات للأغذية، التي تم إطلاقها خلال منتدى مستقبل الصناعات الغذائية العام الماضي، وقال: “نعمل بشكل وثيق مع مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات وقادة الصناعة لتطوير المنصة. ونظمنا أكثر من 15 جلسة عمل بمشاركة 300 من المختصين والعاملين، وحالياً نقوم بتصميم أكثر من 20 مبادرة والتي تشمل أطعمة صنعت في دولة الإمارات، وجامعات العلوم الزراعية، ومنصات لمشاركة بيانات منظومة القطاع، وبرامج تمويل سلسلة القيمة، وبرامج الحماية من الاحتيال في مجال الأطعمة والمشروبات”.
وأكد معاليه أن هذه المبادرات تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع الأغذية في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بمقدار 10 مليارات دولار أمريكي وخلق 20 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030 ، وقال إن “التزام دولة الإمارات بالأمن الغذائي واضح من وضع الأمن الغذائي كأولوية وطنية منذ عام 2007. ونفخر بالتقدم المحرز في إنتاج الغذاء المحلي بهدف خفض الواردات الغذائية من 90% من المتطلبات إلى 50% بحلول 2050”. وأشار إلى الركائز الأساسية للأمن الغذائي في دولة الإمارات، والتي تعمل على تعزيز الابتكار من خلال البحث والتطوير ورعاية رواد الغذاء وتمكينهم لتعزيز مقدراتهم على الصعيدين الوطني والعالمي، ودمج الممارسات المستدامة عبر سلسلة قيمة إنتاج الغذاء لضمان حماية بيئتنا للأجيال القادمة.
وسلط معاليه الضوء على إمكانات النمو في قطاع الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون الخليجي، الذي من المتوقع أن تصل قيمته إلى 128 مليار دولار بحلول عام 2029، وحث العاملين في القطاع على الاستفادة من هذه الفرص لتحقيق أهداف إستراتيجية منصة الأغذية في دولة الإمارات. وقال معالي وزير الاقتصاد: “بالتوافق مع إستراتيجية التحول الغذائي والزراعي، نسير على الطريق الصحيح لزيادة مساهمة قطاع الأغذية في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 10 مليارات دولار أمريكي وخلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل، الأمر الذي نراه حيوياً ويوفر العديد من الفرص ويسهم في صياغة مستقبل مستدام لبلادنا. وبالعمل معاً، يمكننا الابتكار من أجل غد مستدام وترسيخ ريادة الإمارات في مجال الأمن الغذائي”.
منصة الإمارات للأغذية… بناء مستقبل الغذاء
شهدت فعاليات اليوم الأول لمنتدى مستقبل الصناعات الغذائية جلسة نقاش حول إستراتيجية منصة الإمارات للأغذية، شارك فيها مسؤولو عدد من الوزارات والجهات مثل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة الاقتصاد، ووزارة التغير المناخي والبيئة لدراسة الإصلاحات والسياسات اللازمة وتعزيز التعاون والاستثمار في القطاع. وتؤكد الاستراتيجية على أهمية إشراك مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك الجهات الحكومية وقادة الصناعة والجامعات والمؤسسات البحثية. يتمثل أحد الأهداف الرئيسية في تعزيز نقل المعرفة، وتعزيز مساهمات جميع الفاعلين، ومعالجة تحديات الصناعة من خلال الأفكار المبتكرة والبحث والتطوير.
وناقشت الجلسة عدداً من الرؤى لدفع التعاون والابتكار في قطاع الأغذية، واقترحت تكوين هيئة للإشراف على التنفيذ الفعال لاستراتيجية منصة الأغذية لتولي مراقبة تنفيذ المبادرات الاستراتيجية، ومواءمة أهداف الصناعة مع الأولويات الاقتصادية الوطنية، ولعب دور حاسم في دمج البحث العلمي والابتكار، وضمان مشاركة أصحاب المصلحة باستمرار في تطوير مناهج جديدة. وأكدت الجلسة على أهمية المبادرات التي تقودها الجهات المعنية في القطاع مع دعم الحكومة من أجل ضمان نجاحها وتطويرها على الأمد الطويل.
وفي افتتاح الجلسة، قال سعادة عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد: : “تستهدف المنصة تمكين الحوار بين جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الجامعات والعلماء والمؤسسات البحثية والوزارات بهدف ضمان الأمن الغذائي في المستقبل. ومع اعتمادنا على الاستيراد، ندرك أن هناك إمكانات لتعزيز الأمن الغذائي وسلسلة التوريد، وزيادة الصادرات ودعم أسواقنا وتطوير سياساتنا، وعلينا تناول هذه المواضيع بشفافية ووضع توصياتنا ومبادراتنا”.
واستعرض المنتدى الاتجاهات الرئيسية وسلط الضوء على الأداء القوي لقطاع الأغذية والمشروبات والإمكانات المستقبلية. وفي العام الماضي، بلغت قيمة الواردات الغذائية في دولة الإمارات 23 مليار دولار، في حين بلغت قيمة الصادرات الغذائية 6.6 مليار دولار. وخلال النصف الأول من العام الجاري، شهدت تجارة المواد الغذائية نمواً بنسبة 20% وارتفعت الواردات الغذائية بنسبة 23%، فيما شهدت الصادرات ارتفاعاً بنسبة 19%، ما يدل على التزام دولة الإمارات بتعزيز أمنها الغذائي وتوسيع دورها في صناعة وتجارة الأغذية العالمية.
إطلاق “فودفيرس”… منظومة رقمية للبيانات والشراكات
شهد منتدى مستقبل الصناعات الغذائية في يومه الأول إعلان السيد/صالح لوتاه رئيس مجلس إدارة مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات عن إطلاق “فودفيرس”، المنصة المصممة لقطاع الأغذية والتي تعتمد على تقنيات الميتافيرس، والتي تشكل نقلة نوعية في التفاعل بين المؤسسات، وعروض المنتجات، والتواصل المهني، ما يوفر للمعنيين طريقة جديدة وشاملة للمساهمة في مستقبل الأغذية والمشروبات.
وقال السيد/صالح لوتاه: ” تعد مبادرة “فودفيرس” نقلة نوعية في الصناعة وقد صممت لتعزيز التواصل بين العاملين في قطاع الأغذية والمشروبات على الصعيد العالمي. وبالتوافق مع إستراتيجية منصة الأغذية في دولة الإمارات، ستعمل “فودفيرس” على تعزيز التعاون والابتكار والتجارة ضمن بيئة افتراضية.
وتهدف المنصة المبتكرة إلى تحويل النظام البيئي الغذائي في البلاد من خلال تقديم بيانات في الوقت الفعلي، وتعزيز التعاون، وإنشاء الشراكات. وستعمل هذه المبادرة على سد الفجوة بين أصحاب المصلحة، ما يتيح تبادل المعلومات بشكل سلس واتخاذ المزيد من القرارات الإستراتيجية في قطاع الأغذية. تشمل بعض المميزات الرئيسية للمنصة وحدات تعليمية لفهم لوائح الأمن الغذائي وإدارة سلسلة التوريد، وورش عمل تفاعلية للتدريب وعروض المنتجات، وتجارب مبرمجة تستهدف الجيل الشاب بالإضافة إلى سوق افتراضي لعرض المنتجات، والربط المباشر بمنصات التجارة الإلكترونية، وتبسيط العمليات من المزرعة إلى المائدة.
تشمل فعاليات منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024 موضوعات متنوعة مثل استجابة دول مجلس التعاون الخليجي لأزمة الغذاء العالمية والأمن الغذائي والتغير المناخي والتقنيات المبتكرة والشراكات التي تشكل مستقبل إنتاج الغذاء. كذلك، يتضمن الحدث حلقات نقاش حول تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، والاستدامة في سلاسل القيمة من خلال ممارسات التعبئة والتغليف والاقتصاد الدائري ، ودور ابتكارات التجارة الإلكترونية في تحويل سلاسل التوريد.
وتشمل قائمة رعاة المنتدى عدداً من الشركات مثل أغذية والغرير للأغذية ومزارع العين و(إفكو) والمراعي و(بي آر إف) و(تيترا باك) والمؤسسات المتخصصة مثل (إي إف بي إيه). ويشهد المنتدى تنظيم معرض ‘Free From Food Dubai’ الذي يشهد تقديم منتجات غذائية من المكونات العضوية والنباتية والصحية.