سيادة المطران عطا الله حنا: إلى متى سوف تبقى منطقتنا حقل تجارب لكل الصواريخ والقذائف والأسلحة المصنعة في الغرب؟!
إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:
بأننا نريد للبنان أن يكون في سلام وهذا ما نريده لفلسطين فنحن لسنا دعاة حروب وعنف وتقتيل واستهداف للإنسان .
إن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في مشرقنا وفي عالمنا وما دام هنالك احتلال واستعمار واستهداف لشعبنا الفلسطيني فلن يكون هنالك استقرار على الإطلاق في هذه المنطقة .
وأوضح سيادته:
منذ عام 48 وحتى هذه الساعة ونحن نعيش الحروب وحالة الدمار والخراب إلى أن وصلنا إلى ما يحدث حالياً في غزة من عدوان غاشم وكذلك في لبنان .
إلى متى سوف يستمر هذا الحال ؟ وأصبحت منطقتنا حقل تجارب لكل الصواريخ والأسلحة المصنعة في الغرب .
نشعر وكأن المنظومة السياسية في الغرب وخاصةً في أمريكا ليست معنية بحل جذري للقضية الفلسطينية وليست معنية بالاستقرار والسلام ووقف الحروب لأن وقف الحروب في منطقتنا يعني إغلاق مصانع الأسلحة والصواريخ مما يشكل خسارة فادحة للاقتصاد الأمريكي والغربي بشكل عام .
إنهم يرسلون أسلحة الموت إلى منطقتنا ولا يهمهم المدنيين الذين يدفعون فاتورة هذه الحروب بل ما يهمهم هو أن تستعمل هذه القذائف والصواريخ والتي يعتبرونها من انجازاتهم العسكرية حتى وإن كان هذا على حساب الأبرياء .
واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
بأننا نعيش في لحظة إقليمية ودولية هي الأكثر خطورة في تاريخ الصراع حيث تتشكل خرائط جديدة بالدم والركام وهنالك إمعان في التدمير والتقتيل لم يكن ليحدث لولا الرخصة المفتوحة بالقتل والتوسع لتغيير معالم المنطقة وصولاً إلى الشرق الأوسط الجديد الذي يريده الاستعمار .
ما أحوج أمتنا في هذه الأوقات العصيبة للوحدة والوعي والنهضة وتوجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح والدقيق، فالذي يدمر في غزة ويتآمر على شعبها ، والذي يستهدف لبنان
إنما يستهدف الأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج ، وعلى العرب جميعاً أن يتوحدوا في مواجهة المؤامرات والمشاريع الاستعمارية التي لا تستهدف فلسطين ولبنان فقط ، بل الأمة كلها .
وتمنى سيادته:
نتمنى أن يصحوا بعض العرب من كبوتهم وأن يوجهوا بوصلتهم في الاتجاه الصحيح فالمرحلة التي وصلنا إليها هي في غاية الخطورة.
إذ أن هنالك استهداف شامل لأمتنا والقضية الفلسطينية يراد تصفيتها وإنهاءها ولكنهم لن ينجحوا في ذلك لأن هذه القضية هي قضية شعب يعشق الحياة والحرية والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام.
نسأل الله بأن ينير عقول وضمائر من فقدوا ضمائرهم في هذا العالم و تحولوا إلى وحوش قاتلة بعيدة عن القيم الإنسانية والحضارية .
نتمنى أن نصل إلى عالم جديد تتوقف فيه آلة الموت والحروب لكي ينعم الإنسان بالسلام والحرية والكرامة والفلسطينيون يتوقون إلى العدالة لكي يعيشوا أحراراً في بلدهم مثل باقي شعوب العالم .