ورقة علمية لمركز الزيتونة تدحض خرافة “الجيش الإسرائيلي الأكثر أخلاقية في العالم”
في ظل جرائم الاحتلال المتلاحقة من غزة إلى لبنان، أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية تحت عنوان “سقوط خرافة “الجيش الإسرائيلي: الأكثر أخلاقية في العالم” وقائع واعترافات وشهادات عالمية داحضة”، وهي من إعداد الأستاذ إبراهيم عبد الكريم، الباحث المتخصص بالشؤون الإسرائيلية وقضية فلسطين.
وتعرض الورقة دأب المسؤولين السياسيين والعسكريين على الادِّعاء بأن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق القواعد الدولية، مع اجترار وصفه بعبارة “تساهل (الجيش الإسرائيلي) هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، في محاولة لتسويغ أعمال القتل والتدمير والتهجير، التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بوجه خاص، وعلى الساحة الفلسطينية عموماً.
تُعنى الورقة بالتعرف على الأصل النظري لبعض مضامين هذا الوصف، ممثلة بالنهج المُعلَن للجيش الإسرائيلي، ووضعها في الاختبار العملي، في ضوء الوقائع الموثّقة في حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها هذا الجيش، فتتناول المحددات الاستراتيجية للقتل الإسرائيلي في قطاع غزة، ووسائله المتطورة، ومحاولة تمريره بقراءات تضليلية.
وتركز الورقة على تفاصيل من شأنها أن تنسف الدعاية الإسرائيلية، فتتطرق إلى “مناطق الإبادة” العسكرية وتعليمات إطلاق النار والإيغال والهوس بالقتل، وترصد بعض محطات قطار القتل الإسرائيلي. وبعد عرض واقع المعتقلين الفلسطينيين، تقدّم الورقة إحصائية مفتوحة لأعمال القتل والتدمير في القطاع، وعيّنات من تقارير دولية حول الواقع وسبل مواجهته. وتبّين التناقض التام الصارخ بين الادّعاءات وبين ما تسجله الوقائع، لدرجة انعدام أي مؤشر على التزام الجيش بمدونته تلك، ناهيك عن خرقه لاتفاقيات جنيف ولمبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وخلصت الورقة إلى أن أعمال الجيش الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها على قطاع غزة، تبلور نتيجة حقيقية لا يكتنفها أي غموض، هي أن القيم الإنسانية المزعومة المتضمنة في مدونة “روح تساهل” ليست سوى كلام فارغ، مصداقيته صفرية تماماً، في التطبيق العملي، وإن التشدق بما يسمى “روح تساهل” يكشف عن نفاق مقزز من التبجحات التي تَرِد على لسان المسؤولين السياسيين والعسكريين والإعلاميين الإسرائيليين، وخصوصاً أكذوبة “طهارة السلاح”، ومن ثم فإن التوصيف الحقيقي للجيش الإسرائيلي هو أنه يتصدر قائمة الجيوش الأكثر إجراماً في التاريخ، وعلى هذا التوصيف ينبغي أن تبنى الأحكام.