ألضرورات تبيح المحظورات د.ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي
د.ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
ما الذي يجري؟
مسرحية عبثية، أم عبث مسرحي لا يحمل أي معنى أو أية متعة للمشاهد، لكنه يحمل الموت والدمار للشعب اللبناني مع كل ذلك العبث تستمر وتصر بعض الجهات السياسية على القول والتمسك بأن لا حوار مع هذا وفلان ولكن كل أبواب الحوار مفتوحة مع “الإسرائيليين” كما حصل عندما تنازلوا عن بلوك رقم ٩ ولا ننسى الحوارات مع الأمريكيين والأوروبيين أو مع الدول العربية وغيرها.
ألضرورات تبيح المحظورات، هذا صحيح. ولكن أية ضرورات وأية محظورات؟
لقد اضطرب القاموس اللبناني تماماً ويغرق في فوضى مخطط لها ، والفضل لمن استمعوا لأصحاب نظرية “الفوضى الخلاقة” وما زالوا يستمعون. المحظور الذي تبيحه الضرورة هو المحظور الذي لا يؤدي إلى ارتكاب محظور أكبر وأعلى، على أن تكون الضرورة ضرورة حقاً، إذ لا يجوز مثلاً، من أجل منع السرقة أن نبيح القتل، و لا يجوز من أجل وقف الاعتداءات “الإسرائيلية” أن نوقف المقاومة ، ولا يجوز من أجل الجلوس مع أي مسؤول اجنبي أن نعلن الحرب على بعضنا بعضاً ولا يجوز أن تكون سيادياً وأنت إنسان طائفي.
لا يجادل عاقل في أن النظام اللبناني يمكنه الاستمرار في حكم اللبنانيين، أي أن يحكم لبنان على طريقتهم إلى الأبد، فنهاية هذا النظام الظالم محتومة…
و بدأت عندما كسرت جموع اللبنانيين حاجز الخوف، وخرجوا في الفورة التظاهرية السلمية في ١٧ تشرين تطالب بإسقاطه، وما زال البعض ممن شاركوا هذه الفورة مصرين على بلوغ غايتهم، ونيل مرادهم في الحرية والكرامة..
نعم الثورة يجب أن تُعلن وعلى الشعب أن يقف معنا بها إنها ضرورة من أجل إنقاذ الوطن …
كفاكم جبناً و كفاكم إحباط وتخدير و تعتير ؟
لا تستسلموا الى الاقزام من مصاصي الدماء..