سيادة المطران عطا الله حنا : هنالك أخطار غير مسبوقة محدقة بالمسيحيين في هذه الديار ونزيف الهجرة ما زال مستمراً ومتواصلاً .
إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:
بأن احتدام العدوان واشتداد حدة الحرب إنما تستهدف شعبنا كله وكذلك الأشقاء في لبنان الذين نحييهم ونتمنى لهم القوة والعزيمة والصبر وأن ينتهي هذا العدوان الذي يتعرض له لبنان الشقيق وكذلك العدوان الذي يتعرض له أهلنا في غزة الأبية.
إن هذه الحرب تستهدف شعبنا كله ولا يستثنى من ذلك أحد على الإطلاق.
وأشار سيادته موضحاً :
ولكننا نود أن نضيء وبشكل خاص على الأخطار المحدقة بالحضور المسيحي في بلادنا المقدسة .
حيث نلحظ في الآونة الأخيرة ازديادا في ظاهرة هجرة المسيحيين ومغادرتهم لبلدهم وخاصة من منطقة بيت لحم .
وذلك بسبب الحرب وتداعياتها وبسبب الإغلاقات وانعدام الأمن والأمان لا سيما أن الغالبية الساحقة من سكان بيت لحم يعتمدون على السياحة المتوقفة حالياً بسبب الحرب .
أننا ندق ناقوس الخطر مجدداً ونقول:
بأن إفراغ فلسطين من مسيحييها إنما هي مصلحة إسرائيلية بامتياز ووجب العمل وبكافة الوسائل المتاحة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين وهم قلة في عددهم و هجرتهم قد تؤدي إلى غياب كلي للحضور المسيحي العريق والأصيل في هذه البقعة المباركة من العالم .
لا نبرز هذه القضية من منطلق طائفي ضيق بل من منطلق وطني.
لأن استمرارية الحضور المسيحي في هذه الديار إنما هي مصلحة وطنية بامتياز .
وقد تميزت فلسطين دوماً بهذا التنوع وبهذا التلاقي بين كافة مكوناتها .
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
ولذلك فإن مسألة الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين في هذه الديار إنما تقع على عاتقنا جميعاً بما في ذلك الكنائس وكذلك السلطة الوطنية الفلسطينية والمرجعيات الدينية الإسلامية التي نتمنى أن يكون دائماً خطابها خطاباً وسطياً يدعو للتسامح والعيش المشترك وتأكيد أهمية الحضور المسيحي الإسلامي المشترك .
وهذا الخطاب مطلوب أيضاً من المرجعيات الدينية المسيحية فنحن نرفض أي خطاب إقصائي يعزز الفتن والكراهية والطائفية لأن الذي يستثمره ويستفيد منه إنما هم أولئك الذين لا يريدون الخير لشعبنا ولقضيته العادلة.
ولكن تبقى المعضلة الكبرى هي الحرب وتداعياتها وما يتعرض له الفلسطينيون من تنكيل حيث بات عدد كبير منهم عاطلاً عن العمل بسبب الحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطيني من الانتقال من مكان إلى مكان وخاصة الى أماكن العمل في مناطق ال48.
والتصاريح التي يطلبها الكثيرون باتت هنالك تعقيدات جمة من أجل الحصول عليها حيث أنها لا تقدم بسهولة وهنالك سياسة تعجيز هدفها الامعان في إذلال المواطنين والنيل من معنوياتهم وحرمانهم من لقمة عيشهم ورزقهم.
وأوضح سيادته:
نمر بأوضاع في غاية التعقيد والصعوبة ولكننا سنبقى متفائلين ولن نستسلم لثقافة الإحباط واليأس والقنوط على أمل أن يكون المستقبل أفضل من اليوم وهذا يحتاج الى الصبر والحكمة والرصانة .
فالمستقبل يصنعه الإنسان والفلسطينيون قادرون أن يصنعوا مستقبلاً أفضل لهم ولأبناءهم بوحدتهم وحكمتهم ورصانتهم ووطنيتهم الحقة.